topbackground007

 طريقة  بناء القرية

  • لم تكن عملية توزيع الأراضي وتحديد الشوارع وبناء المساكن عملية عشوائية وحسب رغبة الناس، وإنما كانت على أسس معروفة، فالشخص الذي يستحق قطعة أرض هو الشخص المتزوج ( رب الأسرة ). وكانت الأسر في الغالب تفضل أن تكون قطعها متقاربة حسب القرابة.
  • أما الشوارع فكانت مستقيمة وعرضها يحدد على مبدأ دقيق بحيث يراعى في ذلك إمكانية مرور عربتان محملتان بالبرسيم فيما إذا تقابلتا في الشارع.
  • الصور التالية لبعض شوارع الزرقاء في الخمسينات من القرن الماضي والصورة الجوية لقرية السخنة تعطينا فكرة واضحة عن الاسلوب الذي كان متبعاً في تنظيم القرى وشوارعها.

البيت الشيشاني

1.  هناك بعض الاختلافات بين نوعية بناء المساكن التي كان الشيشان يعتمدونها في بلادهم الأصلية قبل الهجرة وبين طرق بناء المساكن هنا في الأردن بعد هجرتهم إليها نظرا لاختلاف التضاريس الجغرافية والطقس بين المنطقتين، لذلك سيتم التركيز هنا على وصف البيت الشيشاني في الأردن.

2.  يحاط البيت بسور له بوابه رئيسية على الشارع العام ، والبوابة واسعة تسمح بدخول وخروج العربة التي تجرها الثيران، وتبقى البوابة مغلقة في العادة لحين الحاجة لفتحها مثل إدخال العربة أو إدخال قطعان الماشية , ويوجد على نفس البوابة الكبيرة باب صغير لدخول وخروج الأفراد.

3.  أما غرف السكن فتبنى على أحد الجوانب وحسب مساحة وموقع قطعة الأرض من الشارع، ولا تترك ارتدادات مع الجيران، ومن الأمور الطبيعية أن تطل بعض الشبابيك على الجيران. وغرف السكن تكون متجاورة في خط مستقيم، وليست مغلقة على بعضها ، وتقسم إلى غرفة نوم ( وقد تكون أكثر من غرفة نوم حسب حجم العائلة ) وغرفة مطبخ وغرفة للضيوف، وقد تكون غرفة الضيوف أو بعض غرف النوم منفصلة وخاصة إذا كان هناك بعض من الأبناء المتأهلين ( المتزوجين ).

4.  وفي الطرف الأبعد وللداخل تبنى مهاجع الماشية ، كما وتبنى غرف لخزن المواد المختلفة وخاصة الحبوب وغيرها من المواد التموينية ، كما تبنى غرف لخزن أعلاف الماشية مثل التبن، أما مادة البرسيم فتحفظ عادة فوق الأسطح وخاصة أسطح المباني الخاصة بالماشية والمستودعات، كما وتبنى خن لتربية الدواجن.

5.  يوجد في كل منزل برميل ماء يوضع في مكان معين في فناء البيت لحفظ المياه والتي عادة ما تنقل من قبل النساء من عين الماء, أو بواسطة عربة خاصة لهذه الغاية بحيث توضع العربة وعليها برميل الماء في مكان معين ويتم التزود منها للاستهلاك المنزلي ولسقاية الماشية أحيانا، حيث جرت العادة بأن تسقى الماشية بتوريدها إلى مصادر المياه، كما توجد جرة كبيرة تحت عريشة لحفظ وتبريد مياه الشرب .أما المرحاض فيبنى في أبعد مكان عن منطقة السكن في غرفة صغيرة.

6.  لا يخلو بيت من الأشجار المثمرة وخاصة العنب والليمون والرمان، ولا تجد حوش بيت ( الفناء الخارجي للبيت ) إلا وبه عريش للعنب كما وتستخدم للجلوس تحتها عند اشتداد حرارة ال
7.  تبنى الغرف وباختلاف أغراضها من لبن الطين في أغلب الأحيان، ولبن الطين يتم تحضيره من قبل أفراد البيت، أو يطلب ذلك من أحد الأشخاص المتخصصين مقابل الثمن، بحيث تحضر كمية من التراب ثم يضاف إليه التبن ويفضل أن يكون خشناً وخاصة تبن مادة القمح، ثم يخلط التراب والتبن ويضاف إليه الماء ثم يترك عدة أيام للتخمير ، ثم يدعك بواسطة الأرجل ( مشابه لخلط العجينة بالأيدي )، ثم يتم تجهيز مكان مستوي ويرش بالتبن، ثم يتم عمل الطوب بواسطة قالب من الخشب، بحيث يوضع القالب في بداية الأرض التي تمت تسويتها، ثم يمسح داخل القالب بواسطة خرقة مبلولة بالماء لمنع  التصاق الطين بالقالب، ثم يتم نقل كمية من الطين المحضر ، ويوضع في القالب ثم يتم المسح من الأعلى بواسطة اليدين ثم يتم رفع القالب للأعلى ، وهكذا حتى يتم صنع الطوب المطلوب، ويترك الطوب عدة أيام حتي ينشف تماما، ثم ينقل بوساطة عربة النقل التي تجرها الثيران إلى مكان بناء الغرفة أو البيت.

8.  يتم بناء الأساسات من الحجر والطين الممزوج بالتبن، وترفع الأساسات إلى القدر المطلوب، ثم يكمل باقي البناء بواسطة الطوب الترابي، وتترك فتحات للأبواب والشبابيك، وعند اكتمال بناء الجدران يأتي دور بناء السقف، بحيث يتم مد الجسور الخشبية بين جدران الغرفة بمسافة متر تقريبا بين الجسر والآخر وعادة تكون من شجر الحور، ثم يفرش على هذه الجسور القصيب الناشف والمنظف، ويتم ربط القصيب وتثبيته بواسطة الخيوط الخاصة بذلك ، وبعد ذلك يتم صب الطين الممزوج بالتبن فوق القصيب ، ثم يترك حتى ينشف. أما الجدران الداخلية والخارجية فيتم قصارتها بالطين الممزوج بالتبن، وهذه العملية تكون بالأيدي ومن قبل النساء على الأغلب. ونود أن نشير هنا بأن جميع هذه الأعمال تكون بالتعاون بين الأهل والأقرباء والأصدقاء. أما بناء الغرف والشبابيك فمن العادة أن يكون هناك أشخاص متخصصون بالنجارة اليدوية ومقابل الثمن، وكانت الشبابيك في بداية الهجرة تبنى كلها من الخشب ، ثم بدأ باستخدام الزجاج، وصنع الشبابيك بديكورات حلوة.

9. داخل الغرف:

- غرفة المطبخ : تقسم أرضية المطبخ عادة إلى قسمين، فالنصف الداخلي مرفوع عن مستوى الآخر بحوالي 40سم أو نصف متر ( مثل تخت ولكن يغطي النصف الداخلي بالكامل )، ويكون هذا القسم مخصص لتناول الطعام والجلوس ، وهو مغطى بالبسط ، ومحاط بالأطراف بالطرح التي توجد عليها مساند مرتكزة على الجدران، ويمكن أستخدام هذا القسم للنوم وخاصة من قبل الأطفال. أما القسم الآخر الذي يكون على مستوى الباب ، فهو مخصص للطبخ ، حيث يوجد على أحد الجدران موقد النار، أما غسيل الأواني المنزلية فيكون عادة في الخارج، أما إذا كان عدد الأواني قليلاً فيمكن غسلها بطشت داخل المطبخ. أما أرضية المطبخ وأرضية جميع الغرف، فهي ممهدة بواسطة الطين الممزوج بالتبن، وبسبب المشي على أرضية المطبخ وأرضية باقي الغرف، فإنها تتعرض للتشويه والخراب أحياناً بحيث تكون بحاجة للصيانة، وتتم عملية الصيانة بواسطة خرقة قماش تبلل بالماء ثم يتم مسح الأرضية، وهذه العملية قد تتكرر أكثر من مرة في الشهر ، ويعتمد ذلك على عدد أفراد العائلة.  

- باقي الغرف : لا تختلف باقي الغرف عن غرفة المطبخ إلا بكون أرضيتها على مستوى واحد وكذلك بالأثاث الموجود فيها، ففي غرفة الضيوف قد تجد بعض الكراسي وطاولة خشبية وصناديق خشبية بأحجام مختلفة توضع فوق بعضها البعض ثم يفرد عليها شرشف مزركش، يسمى كل صندوق بالشيشانية ( توركز ) وهي مخصصة لحفظ الملابس. وفي أغلب الأحيان فإن غرفة الجلوس والنوم تكون مفروشة بالسجاد وعلى الأطراف تفرد الطرح والمساند من فوقها، بحيث تتم السهرات أو الاستراحة أو جلوس الضيوف عليها.
وفي داخل الغرف تترك طاقات على الجداران مثل فتحة الباب أو الشباك، ثم تمد بين أطرافها الخارجية بالقصيب ثم قصارتها بالطين ، ولكون الجدار سميكاً فيتشكل فتحة بالجدار بحيث تعمل لها أدراج بواسطة القصيب ووضع الطين عليها، بحيث تستخدم لحفظ مختلف المواد، وتغطى بشرشف قماش معلق، وهذه تسمى الشيشانية (( ترخي )).

- الفرندة: وتسمى بالشيشانية (( بورخي Porkhi )) ، ووتتشكل بسبب امتداد سقوف الغرف المتجاورة من الجهة الأمامية بحوالي متر ونصف إلى مترين، وتكون مدعومة بالأعمدة الخشبية ، وتكون أبواب الغرف باتجاه الفرندة ، ونادرا ما تكون هناك ممرات بين الغرف من داخلها.

- التدفئة : لا يخلو بيت شيشاني من صوبة تصنع بالكامل من الطين ، وهذه تشبه فرن صغير ، حيث تتم بناء الأقسام المختلفة مثل الجوانب والأكتاف والمدخنة وغيرها في الخارج، وتترك عدة أيام حتى تنشف تماما، ثم تجمع في المكان المخصص بحيث يتم إلصاق الأقسام ببعضها البعض بواسطة الطين. أما من الداخل فإن مكان الاحتراق مرفوع عن مستوى الأرض مثل أي فرن. وتوضع على أرضية الأحتراق ألواح حديد.

10. بقي نظام بناء البيوت كما هو منذ زمن قدوم الشيشان إلى الأردن في أوائل القـــــــرن      الماضي ، وقد بدأت التحسينات تظهر على الغرف في نهاية الأربعينات من القرن الماضي حيث بدأ باستخدام الاسمنت في القصارة ، ومد الأسمنت في أرضية الغرف وعلى الأسقف