الهجرة وبناء الزرقاء وصويلح والسخنة
وملامح من تاريخ الشيشان
في الأردن
ذيب بشير أرسلان
السخنة 6/6/2012
لمحة تاريخية وجغرافية عن بلاد الشيشان: القوقاز هي المنطقة التي تقع بين بحر قزوين في الشرق والبحر الأسود من الغرب، وتركيا وإيران من الجنوب وروسيا من الشمال. وبسبب سلسلة الجبال الممتدة من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي والتي يصل ارتفاع بعض قممها إلى ما يزيد عن 5000م فوق سطح البحر، انقسم القوقاز طبيعياً إلى القوقاز الشمالي والقوقاز الجنوبي. ويتألف القسم الجنوبي من الجمهوريات التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي وهي أذربيجان وأرمينيا وجورجيا. أما القسم الشمالي فبقي تحت السيطرة الروسية ، ويتواجد في هذا القسم شعوب من أثنيات مختلفة، منها ألاصلية مثل الداغستان والشيشان والشركس، وشعوب أخرى من أصول تركية وفارسية وتتارية بالإضافة إلى تواجد أعداد كبيرة من الروس. وسياسياً هناك جمهوريات ذاتية الحكم وهي جمهورية الداغستان وجمهورية الشيشان وجمهورية انغوشيا وجمهورية اوسيتا وجمهورية قابردينو بلقاريا وجمهورية كاراشاي شركيسيا وجمهورية ابخازيا.
الشيشان والأنجوش يشكلان شعبا واحداً اسمه شعب الويناخ ، والشيشان يسمون أنفسهم نوختشي، وفي الحقيقة فإن اسم الشيشان هو الاسم المعرب لاسم شيشن الذي أطلقة الروس على النوختشي، وكذلك الأمر بالنسبة للأنجوش الذين يسمون أنفسهم الغالغاي، حيث أطلق الروس عليهم اسم أنجوش. ومع أنهما يشكلان الآن جمهوريتان منفصلتان عن بعضهما، إلا أنهما كانا يشكلان في العهد السوفييتي جمهورية واحدة كانت تسمى جمهورية شيشن _ أنجوش، ومن وجهة نظري فإن هذه التسمية كانت لإبقاء التفرقة بينهما حيث كان من المفروض أن تسمى جمهورية الويناخ.
دخول شعوب شمال القوقاز في دين الإسلام. جميع مسلمي شمالي القوقاز هم من أهل السنة والجماعة، ويعود الفضل في دخول الاسلام إلى هذه المنطقة إلى الشيخ أبي مسلمة الذي كان شافعي المذهب، وما يزال ضريحه في مدينة ( خمزاخ ) محل احترام السكان ، وهم يزورونه للتبرك. وقد تعمم الاسلام في المنطقة بواسطة خانات القبيلة الذهبية رجال بركه خان ( 1256-1502)، وأسرة باطو (1224-1359)، وأسرة عرضه (1378-1502) التي جاءت من كبتشاك الشرقية، وخانات أستراخان في عهد الحاج طرفان ( 1466) ، وكذلك باشاوات الترك. وأهل السنة والجماعة كانوا من مريدي الطريقة النقشبندية التي قامت بدور كبير في مقاومة النظام القيصري.
الاحتلال الروسي للقوقاز
بدأ الغزو الروسي للقوقاز في عام 1722م ، وقد قاوم الشعب الشيشاني الغزو مثل باقي شعوب القوقاز ،أما أول صدام مسلح بين الشيشان والروس فقد كان بالقرب من قرية تشتشين على بعد 15 كم جنوب العاصمة غروزني ، وقد أطلق الروس على الشعب الشيشاني اسم تشتشين نسبة إلى هذه القرية. ومن القادة الذين قاوموا الاحتلال الإمام منصور من سنة 1780 – 1791 م حيث وقع في الأسر ثم استشهد سنة 1794 في سجن سليسبرغ. ثم قاد الإمام الغازي مولاي محمد حرباً ضدهم من سنة 1824م – 1832م. وفي عام 1828م عمت الحرب سائر أرجاء القفقاس ، واستمرت مقاومة المسلمين للروس في داغستان تحت زعامة كل من الإمام غازي محمد والإمام حمزات وبعد استشهاد الإمام حمزات ، تابع الإمام شامل تزعم المقاومة ، كما انضمت القوات التي كانت تحت رئاسة تاسو حجي إلى الإمام شامل. في عام 1839م بدأت كافة شعوب شمال القفقاس النضال تحت زعامة الإمام شامل الذي استمر 25 سنة , وقد تمكن الروس عام 1859م من احتلال قرية فيدينو آخر معقل للشيشانيين حيث استسلم الإمام شامل للروس ، ورغم ذلك تابع الشيشانيون نضالهم حتى عام 1864م. في عام 1862 قام الشركس بثورتهم إلا أنها أخمدت من قبل الروس في عام 1864م.
وبذلك تكون سنة 1859م تاريخ تركيز الروس لأقدامهم في شمال القفقاس، وتعتبر سنة 1864م السنة التي بسط الروس فيها سيطرتهم الكاملة على شمال القوقاز بعد إخماد ثورة الشركس وانتهاء المقاومة الشيشانية. وهنا ملاحظة جديرة بالاهتمام وهي أنه منذ سيطرة الروس على شمال القوقاز وحتى أيامنا هذه فإن الشيشان كانوا رأس الحربة ضد الاحتلال الروسي والتطلع إلى الحرية والاستقلال دون الأخذ بالاعتبار الواقع المر وهو التفوق الروسي من جميع الجوانب، وخلال هذه الفترة التي تمتد ل 150 سنة قدم الشيشان تضحيات كبيرة في سبيل الحرية والاستقلال في الوقت الذي لم تحرك فيه باقي الشعوب ساكناً مع أن كثيراً من هذه الشعوب أكثر عدداً من الشعب الشيشاني، حيث بقيت هذه الشعوب ساكنة تراقب ماذا يحدث مع الشيشان. ومن الأمثلة على ذلك إمارة شمال القوقاز التي ألغاها السوفييت عام 1924 وما حل بالشيشان في عام 1944، وحركة الاستقلال في عام 1990.
الهجرة الأولى :
عندما نقول الهجرة الأولى إنما نعني بذلك التهجير القسري الذي تم في سنة 1865 بعد احتلال الروس لشمال القوقاز سنة 1859، وليست لدينا معلومات فيما إذا كانت هناك هجرات قبل ذلك، فبعد الاحتلال كان الشعب قد تعب ومل، ولحقت به خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، وقد استغل هذا الأمر جنرال في الجيش الروسي اسمه موسى الخازونيش كوندخوف الأستوني، فأخذ موافقة القيصر والسلطان العثماني على تهجير الشعوب القوقازية إلى الأراضي العثمانية. قام كل من قائد الجيش لإقليم شمال القوقاز الجنرال ليفتنانت لوريس ميليكوف، وقيادته كانت متمركزة في بلاد الشيشان، والعميل المزدوج لكلا الإمبراطوريتين الروسية والعثمانية الجنرال موسى بترحيل 5000 خمسة آلاف أسرة من الشيشان من بلادهم إلى الأناضول، وبداية الترحيل يصادف 21/2/1865م, وآخر دفعة منهم وصلت إلى داخل الإمبراطورية العثمانية في 17/8/1865م، وكان موسى الأستيني يمّول الأسر الفقيرة ليتمكنوا من شد الرحيل. ويوجه البعض الاتهام إلى الجنرال موسى بأن تهجير الشيشان من بلادهم كانت كخطة لتفريغ الأرض ليتسنى للأستونيين الاستيلاء عليها
هجرة شيشان الأردن : يلاحظ بأن بعض الكتاب يخلطون ما بين هذه الهجرة والهجرة الأولى، فالهجرة الأولى لها ظروفها وأسبابها وكما ذكرناها في الفقرة السابقة، أما هجرة شيشان الأردن لها ظروف وأسباب مختلفة تماماً، فلا علاقة لهذه الهجرة بالمؤامرة التي حاكتها الدولتان العثمانية والروسية والتي نفذها الجنرال موسى الاستوني كما في التهجير القسري والذي تم سنة 1865. أما هجرة شيشان الأردن فقد هاجر أجدادنا سنة 1901، أي بعد ما يقارب ال 40 سنة من الاحتلال الروسي للقوقاز، فهل يعقل بأن الجنرال موسى بقي في الخدمة كل هذه المدة، وهذه المدة الطويلة ما بين الهجرتين تقودنا إلى الاعتقاد بأن كثيراً من مهاجري الأردن ولن نقول معظمهم لم يشتركوا بالحرب، فقد كانت أعمار أغلبهم تقل عن ال 40 سنة. كما أن الدولة الروسية عند هجرة أجدادنا كانت تعاني من الأحوال السياسية الداخلية ولا نظن أن هجرة 700 أو 1000 عائلة تؤثر عليها سلباً أو إيجاباً كما كان الأمر في التهجير الأولي سنة 1865. واعتمادا على كل ذلك نستطيع القول بكل ثقة بأن الدين والمحافظة على العقيدة كان سبب هجرة شيشان الأردن. ففي السنوات التي سبقت هجرتهم انتشرت إشاعات تقول بأنه سيحل ظلم وظلام، وسيمنع الناس من ممارسة شعائرهم الدينية، وقد نشطت الطرق الصوفية وأهمها الطريقة النقشبندية تحث الناس على الهجرة. ومؤسس الطريقة النقشبندية التي ظهرت بمظهر النفوذ والقوة في القرن الرابع عشر الميلادي هو محمد بهاء الدين النقشبندي المولود في قرية ( قصر عرفان ) قرب بخارى، وقد تلقى محمد بهاء الدين تعليمه في بخارى ، وسافر للحج مرتين، حيث زار المدينة المنورة ومكة المكرمة. وكان من أهل المهن الحرفية، إلا أنه أسس مذهباً دينياُ سمي (( نقش – بندى )) نسبة إلى تطريز الأطلس، وهي حرفته ، وقد انتشر هذا المذهب انتشاراً كبيراً بين المسلمين في مختلف البلدان، ومنها بلاد الشيشان، ولا يزال لهذا المذهب أتباع كثيرون في آسيا الوسطى ( ما وراء النهر ). وتخليداً لذكراه فقد بني على قبره ضريح ، وهو على مقربة من مدينة بخارى، وإلى جانب الضريح شيد مسجد ومدرسة عبد الله خان، وهذه المدرسة باقية لغاية الآن ومعروفة باسم ( مدرسة مير عرب ). ولمحمد بهاء شيخ الطريقة النقشبندية خليفة اسمه مولانا يعقوب جرخي النقشبندي الذي كتب تفسيراً للقرآن الكريم باللغة الطاجيكية. ويرقد جثمان هذا العالم أي يعقوب في ضريح أقيم في قرية كلستان على مسافة غير بعيدة من مدينة دوشنبي عاصمة طاجكستان وبجانب الضريح يوجد مسجد قديم.
تفاصيل هجرة شيشان الأردن
* أمر الولي الصادق الحاج محمد آمر النوراني النقشبندي ( توسولته ) جميع مريديه وأتباعة بالتهيؤ للهجرة، وقد امتثلت لأمر أستاذهم نحو سبعمائة خانة ( أسرة )، وقد كانت نيتهم ومنذ البداية الهجرة إلى بلاد الشام رافعين شعار( نهاجر مهاجر سيدنا إبراهيم ) مسترشدين بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ستكون هجرة بعد هجرتي إلى مهاجر إبراهيم عليه السلام ) قاصدين بذلك نشر الطريقة الصوفية النقشبندية في هذه البلاد.
* تجمع المهاجرون في مدينة خسويورت بعد أن تزودوا بجوازات السفر ، وكان مجموعهم حوالي ( 700 ) سبعمئة أسرة، وفي شهر شعبان 1319 هجري وهذا يوافق شهر تشرين ثاني أو كانون الأول من سنة 1901 ميلادي بدأ المهاجرون بركوب القطارات من داخل الإمبراطورية الروسية إلى الامبراطورية العثمانية ووصلوا إلى قلعة حسن في تركيا في نفس السنة 1319.
* قام سيد المهاجرين المرشد الأكبر الحاج ( توسولته )، والملقب بمحمد آمر النوراني، والشيشان يطلقون عليه (ألواريح ويسنه حجي ) أي الحج الذي بقي في ألوار، وألوار قرية تبعد حوالي 30 كم شرق مدينة أرض روم في تركيا ) قام هذا الشيخ بالمثول أمام السلطان عبد الحميد، وتأكد السلطان من رجال الدين بأن هذا المرشد هو في الحقيقة عالم وولي من أولياء الله الصالحين، فأوعزالسلطان للمسؤولين بأن يقدموا المعونة والتسهيلات اللازمة للمهاجرين ، وبناءاً على هذا قام سيد المهاجرين بتأليف لجنة استكشاف مؤلفة من سبعة أشخاص للبحث والتفتيش عن أراضي مناسبة لاستيطان المهاجرين
خارطة تركيا وتظهر بلدة الوار التي مكث فيها المهاجرون قرابة سنة ونصف
* تألفت اللجنة من عبدالله أيدل كيري رئيساً وكل من محمد جعفر و العالم علي صلاح زندقو، وغرم سلطان،وأصحاب والحاج جميخان من قبيلة الأوخ الأقي، وسعد الله الأشخاوي كأعضاء. تحركت هذه اللجنة إلى مدينة أرضروم ومنها إلى إشكاله ثم أرزينجان ثم إلى رفاهيه ثم إلى زارا ، ثم ساروا بعشرات القرى ووصلوا إلى سيواس – أنقره ثم إلى إسكي شهر ثم إلى قونيه ثم إلى أضنه ثم حلب _ حماه _ حمص ثم حسيّه ثم نبك ثم الشام الشريف، وبعد ذلك توجهوا إلىغباغب ثم شيخ مسكين ثم طيبه ثم قرية راسيه ثم بصرى إسكي شام ثم يجاوز ثم أم الجمال ثم توجهوا غربا إلى درعا ثم إربد ومنها إلى سوف ثم إلى الزرقاء _ قصر شبيب. ومن الزرقاء غادروا إلى مادبا ثم إلى الكرك ثم الطفيلة ثم الشوبك ثم إلى معان . ومن معان توجهوا رأساً إلى سوريا – الجولان/ القنيطرة، ثم توجهوا إلى دمشق، وداروا مدة يومين في ضواحي دمشق. وبعد ذلك ركبوا البغال وتوجهوا إلى بيروت ، ومن بيروت ركبوا السفينة التي توجهت بهم مع الساحل السوري إلى طرابلس الشام ثم اللاذقية ثم إسكندرونه ثم إلى قبرص/ فماغوسته ، ومن قبرص إلى رودس ثم إلى أزمير حتى وصلوا إستمبول، ومنها إلى سمسون ثم طرابزون ثم كرك منلك ومنها إلى كمشخان ثم إلى بيرون ثم إلى إشكاله ثم إلى أرض روم ثم إلى قلعة حسن. لم تكن اللجنة قد اتفقت على رأي واحد، ولم يعطي الأعضاء رأياً معيناً حول المناطق التي اكتشفوها، وقالوا بأن تلك البلاد أغلبها صحاري ومياهها قليلة ومراعيها تعتمد على الأمطار ومهددة بالقحط والجفاف ،إلا أن إثنين منهم وهما الحاج عبد الله عادل رئيس اللجنة ومحمد جعفر اختارا منطقة الزرقاء وذلك لتوفر المياه الغزيرة فيها.
*عندما رجع أعضاء اللجنة إلى ألوار في تركيا وجدوا بأن سيدهم محمد آمر قد انتقل إلى رحمة الله تعالى وكان ذلك يوم الاثنين 13 ذي القعدة سنة 1319 للهجرة وهذا يوافق 20/2/1902 ميلادي، وقد دفن في ألوار والشيشان يعرفونه ب ( ألوراريح وسنه حجي ) أي الحاج الذي بقي في ألوار، وقد أقيم على قبره مزار. وقد كان الحاج محمد جعفر هو الشخص الوحيد بين المهاجرين الذي يعرف من هو الولي بعد محمد آمر، حيث أعلن أن الولي هو الشيخ عبد الله.
ضريح الزعيم الروحي للمهاجرين محمد آمر النوراني في الوار / تركيا
* اجتمعت الهيئة التي قامت باستكشاف الأراضي مع المهاجرين لمناقشة الموضوع حيث انقسم المهاجرون إلى ثلاث مجموعات:
- مجموعة 1 بزعامة الحاج عبد الله الولي الجديد للمهاجرين ومعه الحاج جعفر وغرم سلطان الأوخي اختاروا الأردن مكانا لهجرتهم وبدءوا الهجرة لاحقا.
- مجموعة 2 فضلت البقاء في تركيا وأكثرهم من البينو بزعامة أحمد البياني ( وهؤلاء هاجروا لاحقا إلى الأردن في عام 1905 كما سيأتي فيما بعد)، وقسم بزعامة أصحاب والحاج جميخان الأوخي بقوا في قرية بلاتخ في ولاية بتليس.
* مجموعة 3 بزعامة غرم سلطان وأكثرهم من الغادروي والكرخوي ومعهم أسر من عشائر أخرى أكثرهم من قبيلة الإقي، بقوا في تركيا في منطقة موشيه مدة سبعة سنوات وبعدها هاجروا إلى الأردن ( وهؤلاء هاجروا إلى الاردن ويمكن القول بأنه وصلوا الأردن 1909)
وصول المجموعة الأولى إلى الأردن وبناء قرية الزرقاء:
* في نهاية شهر تموز أو بداية شهر آب 1902م تحركت المجموعة الأولى وهي مؤلفة من 120 عائلة من أصل أل 700 عائلة، ويتقدمهم المرشد الحاج عبد الله عادل إلى الأردن مستقلين العربات التي تجرها الخيول ، حيث تحركوا من قلعة حسن وقرية ألوار إلى مدينة أرض روم حيث وصلوها بشق الأنفس وبعد عناء بالغ ،
وبعد أن استراحوا في أرض روم مدة توجهوا إلى مدينة موشي، وما وصلوها إلا وهم فاقدين العشرات منهم من جراء الأمراض وسوء التغذية، وهكذا على طول الطريق من قلعة حسن إلى موشيه وهم يدفنون موتاهم. ومن موشيه تحركوا متوجهين إلى بتليسي ومنها إلى ديار بكر ومنها إلى أورفه ثم قلعة بيرجيك حيث كان عدد الأسر قد قل إلى 85 أسرة من أصل 120. ثم توجهوا إلى حلب، وفي شمال مدينة حلب قاموا بوضع العربات على جانبي الطريق كمأوى للعائلات. وفي الساعات الأولى من وصولهم حلب جاء ضابط برتبة ملازم أول في الجيش العثماني واسمه حسن عبد القادر جاء لاستقبالهم ، وقد جاء من مقر عمله على دراجة عادية، وتعرف على المهاجرين ، وقام بدوره واتصل مع السلطات الحاكمة في حلب لمساعدة المهاجرين، وفعلاً تمكن من تزويد المهاجرين بالمؤونة والعلف للخيل. ثم غادروا حلب متجهين إلى حماة ثم حمص حيث وصلوها في شهر شعبان 1320 للهجرة وهذا يوافق شهر تشرين ثاني 1902 ميلادي.
* بقي المهاجرون في حمص حتى انقضاء فصل الشتاء ثم تحركوا وعددهم 85 أسرة من مدينة حمص مستقلين القطار إلى الأردن ، ويصادف وصولهم إلى الزرقاء يوم 21 ذي الحجة 1320 للهجرة وهذا يوافق 20/3/1903 للميلاد ، حيث نزلوا أرض مخيم اللاجئين الحالي، وعلى مكان يقع غرب مخفر المخيم قاموا بنقل أمتعتهم من القاطرات على محاذاة منعطف طريق سكة الحديد والواقعة كما قلنا غربي مخفر المخيم.
* ومنذ اليوم الأول من وصولهم قاموا بعمل أكشاك شبه أكواخ في مكان نزولهم من القصب والدفلى والطين، وبعد أقل من شهر بدءوا ببناء البيوت الدائمة، وقبل نهاية سنة 1903م فرغوا نوعاً ما من إقامة وبناء قرية الزرقاء. وهكذا انتقل المهاجرون من الأكواخ الضيقة إلى مساكن جديدة بنيت من لبن الطين، ولكن الغرف والدور كان لها أسوار وأبواب وشبابيك يطمئن الساكن فيها. وفي شهر كانون الثاني 1903م بدأوا ببناء مسجد صغير ، وبالقرب منه بنو مدرسة هي عبارة عن غرفتين ، وكان رجال الدين الذين يجيدون القراءة والكتابة يقومون بتعليم الأطفال . وكانت للقرية ثلاثة أبواب وشارعين يمتدان من الشرق إلى الغرب وهما شارع الملك فيصل وشارع الملك عبد الله، وشارعين آخرين يمتدان من الشمال إلى الجنوب وهما شارع توبولات سابقاً ولكنه كان مغلقاً من الشمال والجنوب، والشارع الآخر هو شارع السخنة سابقاُ وكان يمتد من الشمال من بين داري عبد الرشيد ألخاص وعثمان داود ويمر بقرب بلدية الزرقاء الحالي ويتصل بشارع باب الواد الحالي جنوباُ وينتهي بداري شاكر أرسلان وأحياد ماسه.
أول مسجد بناه المهاجرون إلى الزرقاء والذي بني المسجد الحالي مكانه
* كان لقرية الزرقاء ثلاثة أبواب ، أولاً الباب الشمالي الذي يقع في نهاية شارع السخنة بين داري عبد الرشيد ألخاص وعثمان داود, والثاني هو الباب الجنوبي الذي يقع بين داري شاكر أرسلان وأحياد ماسه، والباب الثالث هو الباب الغربي الذي يقع بين داري أحمد رمزي ومحمد جعفر. وكانت القرية شبه مسورة ، ولها عشرات النقاط الدفاعية على جميع الجهات، وذلك لصد أي هجوم مفاجئ ، وعندما يشعر أهل القرية بالخطر كانوا يرتبون الحراسات على جميع النقاط الدفاعية . ولا مبالغة إذا قلنا أن جحافل الغزاة من البدو كانت تغدو وتجئ من جنوب البلاد إلى شمالها ومن شرقها إلى غربها وبالعكس، حيث القوي يأكل الضعيف وكان الأمن شبه مفقود.
* كانت الإمبراطورية العثمانية على ما يبدوا غير قادرة على فرض الأمن بين قبائل البدو، ولكن سكة الحديد وجسورها كانت تحت حراسة الجيش العثماني، حيث أن محطة سكة حديد الزرقاء كانت تحرسها مفرزة من الجيش التركي، وكانت المفرزة تقوم بحراسة الجسور الواقعة ضمن منطقة الزرقاء. ولكن تلك القوات لم تقم في يوم من الأيام بحماية المهاجرين. ومن الجدير بالملاحظة بأنه في كل موسم من مواسم الحج كانت السلطات التركية ترسل قوات إضافية إلى منطقة الزرقاء ، وتتخذ من قصر شبيب مركزاً لها ، وكانت مهمة هذه القوات الإضافية هو تأمين الحماية للحجاج فقط.
* بدأت الزرقاء تزدهر منذ وضع الحجر الأساسي لها، لأن الشيشان لم يكن لهم هم سوى تحسين قريتهم ، وفي سنة 1904 حصل الشيشان على أراضي زراعية على ضفاف نهر الزرقاء ، وقام الشيشان بجهود جبارة ، وكانوا رجالاً ونساءً وأطفالاً يعملون ليل نهار على استصلاح الأراضي وحفر القنوات وعمل السدود وبناء أسوار من الحجارة على امتداد الحقول والبساتين، حيث تحول وادي قرية الزرقاء إلى جنات تجري من تحتها الأنهار في سنين معدودة, ولم يكتفوا بذلك ، بل أقاموا على نهر الزرقاء عدة مطاحن تدار بواسطة المياه.
مناقشة تاريخ وصول الشيشان إلى الأردن: هناك اختلاف حول هذا الموضوع، وقبل الحديث عن تاريخ وصولهم الأردن نود أن نشير إلى ما ورد حول تاريخ خروجهم من بلادهم ووصولهم إلى تركيا:
- فقد ورد في مذكرات المرحوم عبد الغني حسن ما يلي: (( في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين تحركت قوافل المهاجرين الشيشان من وطنهم الأم واجتمعوا في مدينة خسويورت بعد أن تزودوا بجوازات السفر ، وكان مجموع المهاجرين حوالي ( 700 ) سبع مئة أسرة، وفي بداية شهر كانون الأول من سنة 1899 ميلادي بدأت طلائع المهاجرين بركوب القطارات من داخل الإمبراطورية الروسية إلى الامبراطورية العثمانية . ووصلت طلائع المهاجرين إلى قلعة حسن من أعمال الامبراطورية العثمانية في 21 كانون الثاني من سنة 1900م، والتحقت مؤخرة المهاجرين إلى قلعة حسن في بداية شهر آب 1900م.))، وفي الحقيقة لا أعرف من أين استقى المرحوم عبد الغني هذه المعلومات.
- أما المرحوم ميرزا سالمرزا فقد أورد في مذكراته : (( فتحملوا ألم الفراق ومشقة الطريق وخرجوا متوكلين على الله تعالى مهاجرين من قفقاسيا في شهر الله المبارك شعبان سنة 1319هـ ( 15 شعبان 1319 هـ يقابله 26/11/1901 ) قاصدين وصولهم إلى أرض الشام فأوصلهم الله إلى مقاصدهم في الدنيا ولعل الله يوصلهم إلى درجاتهم العلية في الآخرة ))
- يوجد تاريخ على جواز سفر المرحوم أيوب راس وهو والد المرحوم عبد الهادي ايوب فإن التاريخ في جواز السفر يشير إلى 21/9/1901 وقد يكون هذا تاريخ صدور الجواز أو تاريخ خروجهم من منطقة القوقاز إلى تركيا.
وإذا تأكد لنا بأن المرحوم أيوب راس وعشيرته من ضمن ال 700 عائلة التي هاجرت مع الولي محمد آمر النوراني، فهذا دليل قاطع بأنهم وصلوا تركيا في أواخر عام 1901 كما ورد في مذكرات المرحوم ميرزا سالمرزا، وليس في عام 1900 كما روى المرحوم عبد الغني حسن.
أما فيما يتعلق بتاريخ وصولهم إلى الأردن:
- فقد ذكر المرحوم عبد الغني في مذكراته : ((ويصادف وصولهم إلى الزرقاء يوم السبت 29/3/1902م حيث نزلوا أرض مخيم اللاجئين الحالي، وعلى مكان يقع غرب مخفر المخيم قاموا بنقل أمتعتهم من القاطرات على محاذاة منعطف طريق سكة الحديد والواقعة كما قلنا غربي مخفر المخيم ))
عبد الغني حسن
- كما ويؤكد سماحة الشيخ عبد الباقي جمو بأنهم وصلوا الزرقاء في عام 1902 اعتماداً على ما دونه عمه المرحوم جمال الدين جاني
عبد الباقي جمو
- أما المرحوم ميرزا فقد ذكر كما مر معنا سابقاً بأن الولي محمد أمر النوراني توفي في 20/2/1902 أما فيما يتعلق بوصول هذه المجموعة إلى الزرقاء فقد ورد في مذكراته: (( وسافرنا من قلعة حسن إلى ولاية بتليس ومنها إلى ولاية ديار بكر ومنها إلى قلعة برجيك، ومنها إلى حلب ثم إلى حماه ومنها إلى حمص ووصلنا إليها في شهر شعبان بعد إحدى وعشرين يوما في 1320 هجرية ، ومكثنا هناك إلى أن انقضى فصل الشتاء ، ومنها سافرنا إلى الزرقاء في شهر ذي الحجة بنفس السنة أعلاه وقد وصلنا في اليوم الحادي والعشرين من الشهر المذكور)) ويصادف ذلك 20/3/1903
ميرزا سالمرزا
- ومع مقارنة جميع ما ذكر، فللقارئ أن يختار التاريخ الذي يراه مناسباً لوصول المهاجرين إلى الزرقاء، ومن وجهة نظري واعتماداً على مذكرات المرحوم ميرزا والتاريخ الوارد في جواز سفر المرحوم أيوب راس مع الأخذ بعين الاعتبار المدة التي استغرقتها اللجنة لكشف الأراضي ثم المدة التي استغرقت حركة المجموعة الأولى من تركيا إلى الأردن فإنني أميل إلى اعتماد تاريخ 20/3/1903 ، والله أعلم.
هجرة شيشان صويلح
في ربيع سنة 1905م وصلت المجموعة الثانية من المهاجرين وأغلبهم من البينو إلى الزرقاء، تحت إمرة زعيمهم أحمد – بيتلو والملقب بأحمد البياني وهو جد الدكتور عبد الوهاب عبد العزيز، وقاموا ببناء قرية صغيرة قرب نهر الزرقاء تقع شمال غرب قرية الزرقاء وعلى محاذاة حقول أولاد توبولات. ومكان إقامتهم كان يدعى ولا يزال ( بينوي عينه ميتيك ) أي المكان الذي بقي فيه البينوي غربي دوار معصوم الحالي. وقد منحوا أراضي في منطقة عين السخنة، ويبدوا أن هذه الأراضي لم تناسبهم فاختاروا منطقة صويلح ونزحوا إليها.
وقد ذكر المرحوم سعيد بينو في مقال بجريدة الهلال الصادرة يوم الثلاثاء 25/8/2002 ما يلي: (( كانت السلط مركز إداري في الأردن تحت إدارة هاشم الأتاسي الذي أصبح فيما بعد رئيس الجمهورية السورية، ولتعلق معظم المصالح الإدارية بالسلط فقد كان أيوب الحاج عبد الله عم سعيد بينو مختار الشيشان في الزرقاء يذهب إلى السلط برفقة عدد من وجهاء الشيشان لمقابلة الأتاسي وعرض مطالبهم الخدماتية عليه، ولطول المسافة وعدم توفر وسائل المواصلات عداالخيول كان عمي وجماعته ينزلون للراحة وتناول طعام الغداء بالقرب من عين صويلح أنذاك، ولجمال المنطقة حيث كانت عبارة عن غابة كثيفة من أشجار البلوط إضافة لدرجة الشبه بينها وبين قرية عشيرتنا بينا التي هاجرنا منها في الشيشان، فقد طلب عمي من الأتاسي السماح له بإنشاء قرية صويلح. بعد موافقة الأتاسي انتقلت عشيرة بينو وبعض عشائر الشيشان إلى عين صويلح وأنشأوا القرية، فكان أول ما بنوه المسجد القديم عام 1906 ، في حين سكنوا بعض الوقت تحت الشجر وفي المغاور. ويعد المسجد القديم أنذاك أول مسجد في منطقة لواء الجامعة قديما، وقد كان جميع أبناء العشائر المجاورة يأتون لصلاة الجمعة فيه )).
هجرة شيشان السخنة.
* بقيت المجموعة الثالث في تركيا سبع سنوات ثم هاجروا إلى الأردن، وهم من عشائر مختلفة ولكن أكثرهم من عشيرة الغادروي والكرخوي بزعامة غرم سلطان عم السيد طه سلطان، وقبل أن نتطرق إلى هجرة هذه المجموعة نود أن نشير إلى مجموعتين جديدتين لا علاقة لهم بالمهاجرين عبر تركيا:
* فقد خرجت عام 1907مجموعة مؤلفة من حوالي ثماني أسر من البحرتشخوي من بلدة بحرتشخوي يورت ومعهم عمر بتي جد نوح إبراهيم حيث توجهوا إلى أوديسا في أوكرانيا، ولما وصلوا إليها كان هناك مرض معد منتشر في المدينة بحيث لم يوافق القنصل العثماني على دخولهم الأراضي التركية، فبقوا في أوديسا ثلاثة أشهر وقد توفي هناك يونس حج والد حديسات بسبب الوباء ، ولما وصلت أخبارهم إلى قريتهم سارع إلغش حج وكان ميسور الحال وهو خال يسع وحج مراد إلى القدوم إلى أوديسا وطلب من جماعته العودة وإلغاء فكرة الهجرة، فرفضوا رفضاً باتاً الرجوع إلى دار الكفر، فطلب من وشي أن يسمح له بإعادة كل من يسع وحج مراد معه إلى قريتهم حتى زوال المرض على أن يرسلهم إليه لاحقا مع مهاجرين جدد، فوافق وشي حج على ذلك. وبعد أن زال الوباء سمح لهم بالهجرة فركبوا السفينة من ميناء أوديسا وسافروا إلى حيفا، ثم تحركوا منها بالقطار إلى دمشق، وفي دمشق مكثوا مدة حيث عرضت عليهم أراضي في منطقة سعسع، إلا أنهم اختاروا الأردن، وبعد اكتمال الترتيبات وصلوا إلى الزرقاء وسكنوا في قصر شبيب ومنحت لهم أراضي في جناعة.
أول بيت سكني بالطوب والاسمنت في السخنة بعد المسجد
* وفي سنة 1908 خرجت أسرتان من بلدة شر يورت وهما أسرة برسي آخو وهارون جوتخان وقد قام الغش حج بتأمين كل من يسع وحج مراد مع هارون، وقد توجهوا إلى القرم وركبوا السفينة في ميناء سمفرابول ثم إلى حيفا ثم دمشق ومنها إلى الزرقاء وسكنوا في قصر شبيب مع الذين سبقوهم. وبذلك فإن هذه الأسر قد تكون الوحيدة بين مهاجري الأردن التي قدمت عن طريق البحر، ومجموعهم حوالي 10 أسر.
* نعود الآن إلى المجموعة الثالثة التي بقيت في تركيا وأكثرهم من الغادروي والكرخوي، فقد قرروا الهجرة إلى الأردن في آخر المطاف، وقد ذكر لي المرحوم عبد الهادي ايوب راس وهو من الكرخوي بأن هذه المجموعة بقيت في تركيا لمدة سبع سنوات في منطقة موشيه، وعلى ضوء ذلك يمكن القول بأنهم وصلوا إلى الأردن في عام 1908 أو 1909. وقد سلكوا نفس الطريق الذي سلكه مهاجري الزرقاء وصويلح، وقد حلوا ضيوفاً على عائلات الزرقاء لمدة، وقد كانت هناك مشكلة حول حصولهم على الأراضي، إلا أن المرحوم غرم سلطان بذل مساعي مع السلطات العثمانية حتى احتصلوا على أراضي في منطقة عين السخنة على بعد حوالي 10 كم شمال الزرقاء وهي الأراضي التي تركها شيشان المجموعة الثانية ورحلوا إلى منطقة صويلح كما ذكرنا سابقا. وقد ورد في كتاب الشيشان وهجرتهم إلى الاردن تأليف سعيد بينو في المحلق 5 صفحة 239 ملاحظات د. طه سلطان يقول فيها عن السخنة ما يلي: (( قام غرم سلطان بمراجعة الحكومة العثمانية في دمشق واربد ليطالب بالأراضي الخالية في منطقة عين السخنة لجماعته، والتي تركها المهاجرون الذين رحلوا منها لتأسيس قرية صويلح، ولم يرضى الوالي بل عرض عليهم أراضي خالية في وادي موسى ولكنهم رفضوها كون المنطقة بعيدة وعددهم قليل (21) عائلة بالإضافة إلى تسع عائلات من البعرجخوي الذي كانوا يسكنون خرائب قصر شبيب. وبقي الحال دون إعطائهم أراضي لمدة ثلاث سنوات، حتى جاء مفتش عام من اسطنبول اسمه بهجت بك إلى السلط ليتفقد أحوال المهاجرين، وأعلن لمن له مظلمة أن يراجعه في متصرفية السلط، فذهب غرم سلطان إلى هناك وتلاقى مع أيوب عبد الله مختار مهاجري صويلح ومعه سليمان سعد الله احد وجهاء صويلح، فطلب منهما أن يشهدا بالحق عند المفتش بهجت بك، وفعلا شهدا حقا أن أهالي صويلح تركوا تلك الأراضي خالية، وبذلك وبعد إجراءات طويلة خصصت تلك الإراضي لأهل السخنة))
* أما بالنسبة للمهاجرين القاطنين في قصر شبيب فقد روى لي السيد طه يسع عن أبيه بأنهم فلحوا أراضيهم في جناعة لمدة سنتين. إلا أنه ولأسباب غير معروفة استردت منهم هذه الأراضي ومنحوا بدلاً منها أراضي في منطقة عين السخنة. وبناء على ذلك نستطيع القول بأنهم منحوا أراضي في منطقة عين السخنة عام 1909 بدل الأراضي التي صودرت منهم في جناعة. وقد ذكر لي السيد طه بأن والده كان يرفض ذكر أسباب استرداد أراضيهم في جناعة.
* وبهذا أصبح وضع هؤلاء المهاجرين وأكثرهم من قبيلة الأقي حيث أن قسماً منهم يقطن قصر شبيب وعدده 10 أسر، وقسم منهم ضيوف على عائلات في الزرقاء وعددهم حوالي 21 أو 23 أسرة، وأراضي المجموعتين على بعد 10 كم مما كان يسبب لهم المتاعب من مشقة السفرإلى مكان أراضيهم في منطقة السخنة والعودة إلى مكان إقامتهم في الزرقاء، ويضاف إلى ذلك انعدام الأمن على الطريق.
* ومن الأحداث التي حصلت خلال هذه الفترة، أي إبان سكنهم في منطقة الزرقاء وأراضيهم في منطقة عين السخنة بأنه بينما كان عم والدي المرحوم عبد المجيد زيد يعمل في أرضه، حصل شجار بينه وبين أحد شيوخ البدو، وكان عبد المجيد قريباً منه وأطلق عليه النار من بندقيته التي كانت محشوة بطلقة صوتية بدون رصاص، ولم يصب الشيخ بأذى إلا أنه وبسبب قرب المسافة اشتعلت النيران بملابسه حيث اعتقد بأنه أصيب فصاح: (( ذبحني الجيجاني ))، فقام مرافقوه بإطلاق النار على عبد المجيد حيث أصيب إصابة خطيرة، ونقل إلى الزرقاء، وقبل مفارقته الحياة أوصى بشدة بأن لا يطالبوهم بشئ، لأنه هو المسبب والذنب ذنبه، إلا أن الولي عبد الله ايدلكيري الخبير بأمور الحياة كمعرفته بأمور الدين، أصر أن يدفعوا الدية المحمدية.
* وبسبب متاعب السفر وخطورة الطريق كما أسلفنا سابقا، فقد قرروا الانتقال إلى حيث أراضيهم ، وقاموا ببناء بيوت لسكنهم، علما بأن المرحوم محمد حداد هو الذي خطط للقرية التي ظهرت بشوارع مستقيمة، وقد حسب عرض الشارع بحيث إذا التقت عربتان محملتان بالبرسيم يمكنهما التجاوز بسهولة. وليس لدينا تاريخ دقيق حول بناء القرية أو انتقال المهاجرين إليها من الزرقاء، إلا أن وفاة المرحوم آده ارسلان ودفنه في الزرقاء عام 1910 يجعلني أميل بأنهم سكنوا السخنة في عام 1910 أو 1911
أول مسجد بناه مهاجري السخنة وقد يكون قد بني سنة 1914 وقد هدم وبني المسجد الحالي مكانة سنة 1962
* كان توزيع الأراضي في البداية حسب العشائر، فاقترح غرم سلطان بأن يتم توحيد جميع أراضي المهاجرين وإعادة توزيعها حسب الأسر وقد تم هذا فعلا. وفي عام 1911 قام مهاجروا السخنة بتحرير وثيقةً لتنظيم أمورهم المعيشية، وبناء على التاريخ الوارد في الوثيقة نميل إلى اعتبار 1911 كتاريخ بناء قرية السخنة. أما المسجد فقد بني عام 1914، كما لم ينسى المهاجرون موضوع العلم، فقد أنشؤوا داراً لتعليم الدين واللغة، وكان من العلماء الكبار ليس على مستوى السخنة ولكن على مستوى الشيشان كافة جد والدي المرحوم زيد أرسلان الذي كان قد أخذ العلم عن قاضي زنداق، إلا أن الموت كان قد عاجله فقد توفي في عام 1912.
الصعوبات التي واجهها مهاجري الأردن:
* الاختلاف الكبير بين البيئة التي عاشوها والبيئة التي هاجروا إليها من حيث الطقس وطبيعة الأرض ومشكلة المياه، يضاف إلى ذلك الاختلاف بين عاداتهم وعادات المحيطين بهم
* انعدام الأمن والإستقرار بسبب ضعف سيطرة الحكومة التركية على المناطق التي تواجدوا فيها وهي مناطق شبه صحراوية يسود فيها قانون الغزو والنهب بين القبائل.
* عدم ترحيب المجاورين بهم، واعتبارهم موالين للأتراك.
* عدم إتقانهم اللغة العربية
* الواقع المر الذي وجدوا عليه الأعراب من قلة الدين وعدم ممارسة الشعائر الدينية، ولم يكن الشيشاني قبل وصوله إلى هذه البلاد ليتصور بأن العرب وهم أحفاد الصحابة والتابعين حملة الرسالة أن يكونوا على هذا الشكل من البعد عن الدين.
حوادث في قرية صويلح
يوم الجمعة الموافق 3/5/1907م وقعت حوادث واشتباكات مسلحة في قرية صويلح عندما هاجمت مجموعات من العشائر القرية قاصدين نهبها، حيث تمكن الشيشان من صد المهاجمين، ونتج عن ذلك وقوع خسائر بشرية بين الطرفين. وكان من الشيشان الذين قتلوا في ذلك اليوم:
كابه عم عبد الرحيم جنر علي
عيله والد عبد لرحيم
نورد ( نور الدين ) والد موسى نور الدين
موختر وهو شقيق زوجيك زوجة موسى نور الدين
ايني عم سيبات زوجة أيوب راس
بطل الجيبارلو شقيق حيسالبيك
إسقاي والد بيكيسلتان وبيكيسلتان هو والد طاهر سلطان
عمخه شقيق علخة أخوال عثمان أرزمل
رحلة استكشافيه إلى منطقة الأزرق: كان الإتصال بين المهاجرين وأقرباؤهم في الوطن الأم يتم بواسطة الرسائل ، وكانت دائرة البريد ضمن إدارة دائرة سكة الحديد ، أي في محطة سكة حديد الزرقاء، وأغلب الرسائل كانت ترد من أقارب يريدون الهجرة إلى قرية الزرقاء، وذلك في سبيل جمع الشمل، ولذلك قرر وجهاء الشيشان في قرية الزرقاء وعلى رأسهم الزعيم الروحي عبد الله التوجه إلى الشرق حيث واحات الأزرق ، وكانت تلك الأراضي كثيرة المخاوف والمخاطر لوجود الأشقياء والغزاة الرحل، لذلك جهز الشيشان أنفسهم وامتطوا جيادهم وكانوا ( 19 ) تسعة عشر رجلاً منهم الحاج عبد الله نفسه، والعالم جمال الدين الكيلاني والعابد التقي محمد الأجري (بحنه) والد عبد القدوس والحاج محمد جعفر وغيرهم ، وكذلك خمسة رجال من صويلح هم الحاج عادل وآرسبي وبيتخان وأيكوم الحاج أحمد وأوجرق. وتحركت هذه المجموعة ومعهم الحاج مرزه بن سالمرزه المؤرخ الشيشاني المعروف وذلك يوم الخميس 25/5/1912م ، وفي اليوم التالي يوم الجمعة 26/5/1912م وصلت هذه الجماعة إلى واحة الأزرق، وهناك استقبلهم واستضافهم حديثة الخريشه، وتحدث الشيشان بالنسبة لحضورهم وغايتهم، فوافق الشيخ حديثة بتعمير وإسكان الأزرق من قبل الشيشان شريطة أن يقوموا بإقامة مطحنة للحبوب، حيث أن العربان يجدون مشقة في طحن حبوبهم لأنهم يذهبون إلى بلاد بعيدة في سبيل ذلك، وبعد أن تمت الموافقة بين الطرفين أرادت الجماعة العودة إلى الزرقاء ، ولكن الشيخ حديثة لم يسمح لهم إلا بعد أن تناولوا الطعام، وزودهم بدليل للطريق, ووصلوا إلى الزرقاء بعد ظهر اليوم 27/5/1912م. ولكن الشيشان لم يقوموا بتعمير الأزرق وذلك لعدم وصول دفعات كبيرة من المهاجرين كما كان متوقعاً. وقد تم وضع حجر الأساس لقرية الأزرق بعد مرور وقت طويل أي في 30/7/1930م . وقد استخدمت العربات التي تجرها أربعة خيول لنقل المؤن والمواد اللازمة من الزرقاء إلى الأزرق، وفي عام 1931م بدأ باستخدام السيارات لتلك الغاية. وكانت المعيشة في الأزرق تتوقف على تربية الأبقار والجواميس لتوفر العشب والمياه، وكذلك استخراج مادة الملح. ويقال بأنه كان في الأزرق 1500 رأس من البقر والجواميس
موسى كاظم النقشبندي. يسرنا ذكر لمحة بسيطة عن أسرة شيشانية كانت تقطن القنيطرة عاصمة الجولان السورية، حيث أن أسرة مولا ألبي من قبيلة شونو كانت موفورة العلم ، وكان الحاج موسى شقيق أحمد والد ضياء الدين عالماً وأديباُ وشاعراُ ، وكان يجيد اللغة العربية والتركية والشيشانية وقليلاً من اللغة الشركسية، والحاج موسى هو ابن عبد الله بن ألبي من قبيلة شونو، ويلقب المذكور بموسى كاظم النقشبندي، وشقيقه أحمد بأحمد حمدي. وللحاج موسى كاظم النقشبندي عدة مؤلفات باللغة الشيشانية بالإضافة إلى العربية والتركية ومن مؤلفاته التي طبعت في مطبعة الجولان والتي كانت ملكاً لشقيقه أحمد حمدي: منظومة تجويد القرآن باللغة الشيشانية، المولد النبوي، المعراج، وكثير من المؤلفات التي جرى طبع بعضها سنة 1911م. وقد توفي العالم الحاج موسى كاظم النقشبندي في عام 1912م، فقام احمد حمدي بحمل لواء العلم وقام بإدارة صحيفة ( جريدة الجولان )، وألف عشرات القصائد باللغة الشيشانية .
موسى كاظم النقشبندي
أهم الأحداث التي وقعت منذ اندلاع الحرب العالمية الأولى وحتى تشكيل إمارة شرق الأردن
* في سنة 1915م صدر فرمان سلطاني بإعلان الجهاد المقدس للدفاع عن دين الإسلام ، وذلك لدحر الغزاة الروس من أراضي الإمبراطورية العثمانية في بداية الحرب العالمية الأولى. وتلقى شيشان الأردن في الزرقاء وصويلح والسخنة إشعاراً للإلتحاق بالجهاد المقدس من والي الشام في دمشق. وفي غضون أسبوع تقدم للجهاد من شباب الأردن ما يقارب 100 شاب، وبدأوا يجتمعون في الزرقاء تمهيداً لنقلهم إلى ميادين القتال، وفي 3/5/1915م تحرك بهم القطار إلى دمشق، وعادوا بعد أن أبلوا بلاءً حسناً في 7/12/1915م.
* دخلت تركيا الحرب العالمية الأولى بجانب الألمان ضد الحلفاءوالتي اندلعت عام 1914. وبطلب وإلحاح من زعماء ورجالات الشام وبدعم من الإنجليز أعلن شريف مكة الحسين بن علي الثورة العربية الكبرى يوم 16/6/1916 لطرد الأتراك والسعي لإعلان دولة عربية مستقلة. وكانت معظم قواته من المتطوعين من أبناء العشائر يقودهم أبناؤه وعلى رأسهم الأمير فيصل. وكان مسرح العمليات في الحجاز، ومع تقهقر الأتراك إلى الشمال أصبح الأردن المسرح التالي والأخير لعمليات قوات الثورة العربية الكبرى حيث انضمت القبائل العربية في جنوب الأردن إلى قوات الثورة وكان لهذه القبائل دور كبير في دحر الأتراك.
* حادثة وادي العش:في نهاية شهر تشرين الثاني 1917م اعترضت دورية تركية لقافلة جمال تحمل أسلحة وذخائر آتية من قناة السويس ومتجهة إلى سوريا، وبينما كانت القافلة سائرة من شرق قرية الزرقاء قامت الدورية التركية بالاشتباك معها، وسقط من كلا الطرفين قتلى وجرحى. وقد نقل لاصحاب القافلة بأن الشيشان هم الذين قاموا بإبلاغ الدورية التركية عنهم، وعندما اقتنعوا من الواشي، قاموا في اليوم التالي بسلب ماشية للشيشان. تحرك فريق من الشيشان إلى منطقة زيزياء ، وحدث هناك إشتباك بينهم حيث قتل عبد الوهاب ألخص في أثنائه. وفي اليوم التالي تحرك تسعة أفراد من الشيشان وهم : موسى عابدين شقيق احمد رمزي، محمد مراد ابن عم عبد القدوس محمد، أويس أبو بكر عم موليد عمر أبو بكر، ادريس آسنكيري عم صدر الدين خضر، عمر محمد شافع مسعد عم حامد آرسبي، وعميك – عالم ابن غرم سلطان والد فيصل عالم، وشقيق يحيى غرم، وإبراهيم الترك والد نجم الدين الترك، وعلي توبولات، وداود توبولات ، تحركوا إلى جنوب شرق قرية الزرقاء/ وادي العش ، وعلى بعد 10 كم من الزرقاء جرت معركة بين هؤلاء وبين سالبي المواشي ونتيجة المعركة سقط ستة قتلى من الشيشان باستثناء إبراهيم الترك، وعلي توبولات وداود توبولات، وقد حدث هذا في بداية شهر كانون الأول من سنة 1917م.
* الأمير نوري الشعلان في شهر كانون الأول سنة 1918م أقيمت مضارب الأمير نوري الشعلان شرق قرية الزرقاء على نفس المنطقة التي شيد عليه معسكر قوة الحدود لاحقاً، وأبان وجود الأمير نوري الشعلان كان شيوخ وزعماء القبائل في الأردن وبالأخص منطقة البلقاء وما جاورها يتوافدون عليه لتقديم الولاء والطاعة للأمير، وقد توافد عليه وجهاء وزعماء الشيشان من القرى الثلاثة وعلى رأسهم الزعيم الروحي للشيشان الحاج عبد الله عادل. وبهذه المناسبة يقيم عبد القادر حسن مأدبة كبيرة للأمير نوري الشعلان، وحضر المأدبة لفيف من الشيوخ وزعماء القبائل ووجهاء الشيشان، وعند انتهاء حفلة التعارف ألقى الأمير نوري الشعلان كلمة أمام شيوخ القبائل بما مفاده أن شعب الشيشان هم أحفاد معّاز، والشعلان / العنزه من عنّاز، حيث أن كل من معاز وعناز شقيقان، وهكذا فليكن معلوماً لديكم أن هؤلاء الشيشان هم أبناء العم، وأنني لن أفرط بهم، ولذا يجب عليكم بأن توطدوا الأمن والسلام فيما بينكم وبين الشيشان.
الأمير نوري الشعلان | الشيخ حديثة الخريشه |
* الشيخ حديثة الخريشه . في الحرب العالمية الأولى، قامت القوات التركية والألمانية وعند محطة سكة الحديد بالإلتفاف حول حديثة الخريشة تمهيداً لإطلاق النار عليه وقتله، وعندئذ قام شباب الشيشان بمحاولة سريعة وموهوا حديثة الخريشه وألبسوه ثياباُ شيشانية وأختلط حديثة بين أفراد الشيشان وخرج من الطوق المحكم ، وبعد ذلك يعود الشيخ حديثة إلى عشيرته سالماً. وصدف أيضاً أن تعقبت مفرزة من القوات التركية حديثة الخريشه داخل قرية الزرقاء للقبض عليه، وبعد جهد جهيد تمكن الشيشان من إخفائه ومن ثم أخرجوه من المنطقة الخطرة، وهكذا يعود إلى عشيرته بعد أن كاد الأتراك أن يلقوا القبض عليه، وكانت الأوامر شديدة لدى القوات التركية باغتيال الشيخ حديثه والفتك به، وهذه الحوادث وقعت قبل انسحات القوات التركية من منطقة الزرقاء بمدة وجيزة. وعند قدوم الدروز وعربان الجبل من الجبليين لغزو بني صخر عشيرة حديثة الخريشه ، قام صايل الجبلي بإطلاق النارعلى حديثة الخريشه وكاد أن يقتله حيث أن الرصاصة لامست جبين الشيخ حديثه ولكنه سلم بأعجوبة، وقد كان من جملة المشتركين في الغزو ابن ماضي ومتعب من بني معروف الدروز.
* في عام 1918م تدفقت القوات التركية والألمانية إلى منطقة الزرقاء بشكل ملحوظ، وبدأت الإمدادات العسكرية تتدفق على منطقة عمان بواسطة القطارات ، ولم تخلو قرية الزرقاء في تلك الفترة من القوات التركية، وكان ضباط الإرتباط والتموين والهندسة للقوات التركية والألمانية تقطن في دار الرئيس حسن عبد القادر، وقد قاموا بتركيب أجهزة الإتصال اللاسلكي وخطوط التلفونات ، واستعملوا ساحات الدار الواسعة ودور أخرى لتكديس الحطب الذي كان يجلب من غابات جرش وعجلون، وذلك لاستعماله وقودا للقطارات عوضاً عن الفحم الحجري. وفي 25/3/1918م وصل قائد الجيش الرابع التركي جمال باشا الصغير والملقب بالتركية ( كوتشوك )، ومعه بعض كبار القادة والمستشارين الألمان والأتراك، وذلك لعمل التنسيق والإشراف مع جمال باشا الصغير للدفاع عن عمان. وعندما بدأت القوات التركية بالتقهقر أمام القوات البريطانية، إجتمع شيشان القرى الثلاث في الزرقاء. وفي يوم 29/9/1918م شاهد سكان الزرقاء القوات البريطانية / فرقة الفرسان الأسترالية وهي تتقدم من منطقة عوجان إلى نحو قرية الزرقاء، ووصلت إلى الباب الجنوبي أي البوابة بين داري أحياد ماسه وشاكر أرسلان، وجميع وجهاء الشيشان كانوا مجتمعين عند البوابة، فتقدم فريق من الضباط والأفراد نحو البوابة، وجرى حديث بينهم وبين وجهاء الشيشان بخصوص تفتيش القرية للبحث عن قوات الأتراك، وقامت فصيلة من الفرقة بالتفتيش والبحث عن القوات التركية ، وعندما تأكدوا خلو القرية ، جنحت الفرقة تتقدم نحو الشمال.
* 20/9/1918 قبل احتلال بلدة الزرقاء من قبل القوات البريطانية نزحت حوالي 40 عائلة شيشانية من الزرقاء والسخنة وصويلح إلى سوريا/دمشق، حيث استقلوا القطار من الزرقاء ، وقد تعطل القطار قبل الوصول إلى المفرق بسبب تدمير السكة الحديد، وكانت القوات التركية تسير مشياً على الأقدام وبعضها على الخيول، وكانت العائلات المرافقة للقوات التركية المتقهقرة تسير مشياً على الأقدام أيضاًومن هؤلاء: يوسف عمخان، خضر خان، وسنكيري وأبو بكر أبناء طلخك، محمد عابدين، احمد رمزي عابدين، ومسى، وجامة إيسامبى، وبيترخة، عبد الرحمن سعود الزنداقي، علي أحمد والد قريش، علـي دلمي، عثمان طاش، ميكائيل أحمد، جيدي إسماعيل، سعد الدين وعبد الوهاب وعبد الحميد أولاد حسن مع شقيقتهم بوكه مع إبنها حسن دولت، واخه بن ميزا زوج بيبي باشا شقيق بلي عم عمر بلي، بولتمرزه والد قاسم بولاد، يوسف جابر، محمود دولت، ميكائيل سهيب، عمر آدل مرزا إسرافيل والد حليم، الحاج استمل حجي خال مولا إبراهيم، برشك وأشقاؤه، وغيرهم. وقد مكثوا في دمشق حتى شهر نيسان 1919 ومن ثم بدأوا بالعودة إلى الأردن
* حوادث السخنة 26/9/1918 . بعد سقوط عمان بأيدي القوات البريطانية، وأثناء تقهقر القوات التركية شمالاً، احتشدت جموع من عشائر البدو وطوقوا قرية السخنة، وكانت السخنة قرية شبه مسورة وعلى الأسوارقام الشيشان بإقامة الإستحكامات والبالغة عددها ست إستحكامات، والحامية الموجودة على بوابة قرية السخنة استلمت رسالة من زعماء القوم وكانوا من عدة قبائل، وفحوى الرسالة أن لا فائدة من الدفاع وأن الشيشان قلة بالنسبة للمهاجمين. أعاد الشيشان نفس الرسالة وكتبوا بالخلف أن لا بأس أن تحتلوا القرية ، ولكن ستبقى قرية السخنة صامدة لآخر رجل وآخر إمرأة، وبعد فنائنا بإمكانكم إحتلال السخنة. وعاد الرسول بالرسالة . وفعلاً كان الموقف بالنسبة لشيشان السخنة مرعباً ، فالقرية قوامها حوالي المائتين بينهم الشيوخ والنساء والأطفال . كانت جميع الجبال المحيطة بالسخنة تعج بالغزاة. وعندما قام الشيشان بالكشف بالمناظير تأكد لهم أن المحاربين لا يقل عددهم عن 800 شخص، وهم مزودين بالسلاح الجيد. وكانت المعركة بالنسبة لشيشان السخنة الموت المحقق. ولكن الشيشان تحصنوا جيداً داخل الاستحكامات . وبدأت المعارك الضارية ، وحاول البدو الدخول إلى القرية من جميع الجهات ، ولكن استماتة وضراوة المدافعين حال دون ذلك، وحاولوا للمرة الثانية أن يفتحوا ثغراً من شرقي القرية ، وهنا قامت القيامة ، حتى النساء الشيشانيات اشتركن في القتال، وسقط عشرات المقاتلين من خيرة الرجال الأشداء من البدو، فقاموا بالإنسحاب. وفي اليوم التالي أي يوم 27/9/1918 مر مرزا باشا ومعه قوات من الخيالة الشراكسة وهم عائدين من سوريا بعد أن فتكوا بالدروز لإعتدائهم على قرى شركسية في الجولان، حيث أنه كان قد سمع عند وصوله إلى مشارف إربد أن شيشان قرية السخنة قد أبيدوا عن بكرة أبيهم من قبل قبائل البدو المهاجمين. وعندما وصل مرزا باشا إلى السخنة إطمأن على نتيجة المعركة .
* دخلت قوات الثورة العربية الكبرى دمشق يوم 2/10/1918 ثم تم إعلان الحكومة العربية التي سميت المملكة العربية السورية وتوج فيصل الأول ملكاً على هذه المملكة التي تشمل بلاد الشام، وأصبح شرق الأردن الولاية الجنوبية والتي رئسها رضا الركابي.
* بتاريخ 24/4/1919 قام الشيشان بنشر إعلان يطالبون فيه قيام حكومة عربية في الأقطار المحررة وهي بلاد الشام والحجاز واليمن.
*الأمير سعيد حفيد الإمام شامل وجهوده لتحرير القوقاز .
- عندما كانت المعارك مستعرة بين القوات الروسية اليمينية بقيادة الجنرال دينكين ، واليسارية الموالية للينين، كانت قوة فرنسية تحتل بلاد الكرج ومتمركزة في تفليس، وقوة بريطانية منتشرة في أذربيجان وجنوبي داغستان. وأثناء ذلك كانت بلاد الشيشان تغلي كالبركان، حيث أن دنيكان كان قد ركز كل جهوده وهدفه في بقاء بلاد الشيشان تحت سيطرته، وفي سبيل أهدافه التوسعية أحال بلاد الشيشان إلى جحيم مستعر.
سعيد حفيد الإمام شامل
- في بداية شهر حزيران عام 1919 وصل إلى الزرقاء الأمير سعيد بن كامل باشا بن الإمام شامل، وذلك لدعوة المقاتلين من الشيشان تمهيداً لإرسالهم للقوقاز، فاحتشد الشيشان في ساحات دار المرشد الديني الحاج عبد الله (إيدل سولته بن إيدلكيري )، ورفضوا الفكرة بشكل قاطع، حيث كان قد وصل نبأ سابق من شيشان سوريا أن سعيد شامل وجماعته أعدوا من قبل السفارة الفرنسية في إسطمبول بعد أن زودوهم بالمال وبالتعليمات الخاصة بالمقاومة. ويتحرك سعيد شامل من اسطمبول إلى سوريا، ويتصل بدوره مع السفارة الفرنسية في دمشق، ويحاول الإتصال مع الشيشان في دمشق والجولان ، وجرى الإتصال ، وكان جواب شيشان سوريا أن لا داعي بإراقة دماء أبناء الوطن في معارك خاسرة. ويغادر سعيد شامل دمشق ويأتي إلى الزرقاء، ويحل ضيفاً على الحاج عبد الله ، وبعد مداولات مع الحاج عبد الله ووجهاء شيشان الزرقاء، يرفض الشيشان بشكل قاطع الإلتزام مع سعيد شامل. ويعود سعيد مع رجلين من شيشان الأردن
في 14/6/1919 غادر سعيد باشا نحو دمشق تمهيداً لتأمينهم للسفر إلى القوقاز. وفي منتصف شهر آب 1919 وصل سعيد شامل إلى بلاد الداغستان قادماً من تركيا ليقود المقاومة ضد قوات الاحتلال وكان سعيد شامل يتلقى الأوامر والتعليمات من الفرنسيين المقيمين في تفليس, وكان مركز إقامته موزعاً بين خسويورت والقرى الشيشانية المتناثرة على حدود بلاد الشيشان. وهكذا أمضى سعيد شامل ومن معه حوالي تسعة أشهر. وعلى أثر انسحاب القوات الفرنسية من جمهورية جورجيا (وكانوا الممولون الرئيسيون لهم )، وتدفق قوات الجيش الأحمر السوفييتي للمنطقة، إنهارت المقاومة وبعد أن تمت السيطرة لقوات الجيش الأحمر أعدم من الشيشان بالعشرات والمئات، وقسم منهم قتل رمياً بالرصاص.
* يوم 3/11/1919 طلب أهالي الزرقاء من حكومة فيصل في دمشق ارسال قوات أمن لمنطقة الزرقاء لتتولى المحافظة على الأمن ، وفعلا وصلت قوة أمن إلى الزرقاء من دمشق ومكثت شهرين في الزرقاء ثم عادت إلى دمشق
* معركة ميسلون والقضاء على المملكة العربية السورية: ولما كانت سوريا ولبنان من نصيب فرنسا وشرق الأردن والعراق من نصيب الإنجليز مع بقاء فلسطين تحت الانتداب البريطاني وذلك حسب ما نص عليه اتفاق سايكس – بيكو، قام الجنرال الفرنسي غورو بتوجيه إنذار إلى الملك فيصل بمطالب كثيرة وهي في مجملها تعني التنازل عن السيادة ومن أهمها حل الجيش, وكان من شروط الإنذار القبول بها كاملة أو رفضها كاملة. تشاور الملك فيصل مع مستشاريه ومجلس الوزراء حيث تأكد لهم عدم مقدرتهم على مقاومة الفرنسيين وشعورهم بخيانة الإنجليز، فقد وافقوا على التسليم وتم حل الجيش إلا أن وزير الحربية يوسف العظمة لم يوافق فقام بتشكيل جيش من المتطوعين وعدد من أفراد الجيش الذي تم حله، وكانت أسلحتهم البنادق ولم تكن لديهم مدافع ولا طائرات ، وقد بلغ عدد الجيش العربي بقيادة يوسف العظمة 4000 جندي ، وتقابل مع الجيش الفرنسي بقيادة غورو في ميسلون يوم 24/7/1920 وكان جيشه مؤلفاً من 90000 جندي مجهزين بأحدث الأسلحة تساندهم الطائرات والمدفعية، وسرعان ما انتصر الفرنسيون وقد استشهد القائد يوسف العظمة و400 من قواته في المعركة وقتل من الفرنسيين 40 جنديا، ودخلت القوات الفرنسية دمشق في اليوم التالي وتم القضاء على المملكة الفتية وغادر الملك فيصل إلى أوروبا للقيام بالنضال السياسي.
يوسف العظمة قائد معركة ميسلون
* خضعت سوريا ولبنان للاستعمار الفرنسي، وحدث فراغ في شرق الأردن بالرغم من تبعيته لنفوذ الانجليز المتواجدين في فلسطين، بادر أهل شرق الأردن بتنظيم أنفسهم فقاموا بتشكيل حكومات محلية لإدارة المناطق والتي كانت تفتقر لأدني مقومات الاستمرار وعلى رأسها الجيش والشرطة. ومن هذه الحكومات، حكومة الكرك، وحكومة اربد، وحكومة عجلون، وحكومة جرش، وحكومة دير يوسف، وحاكمية الرمثا، وحكومة السلط التي كانت المناطق التي يتواحد بها الشيشان تابعة لها ، وكان يرأسها مظهر رسلان. وقد قام المندوب السامي البريطاني في فلسطين هربرت صموئيل بإيفاد ضباط إرتباط لمستشارين لهذه الحكومات، حيث أوفد الميجر كامب ( Camp ) إلى حكومة السلط. وقد استمرت هذه الحكومات ما يقارب سبعة أشهر.
* في مبادرة ليكون نائباً لشقيقه الملك فيصل على شرق الأردن وحتى تحرير سوريا. فقد وصل الأمير عبد الله بن الحسين إلى معان يوم 21/11/1920 ، حيث كانت مهمته الأصلية تحرير بلاد الشام من الحكم الفرنسي، وبوصول الامير عبد الله بن الحسين الى معان فانه قد وصل الى ارض حجازية حينها، وفور وصوله بدأ اتصالاته من اجل سوريا الكبرى، وبدأ عمله باصدار منشور في 5 كانون الاول 1920م، ودعا كل اعضاء المؤتمر السوري العام والضباط العرب في الجيش السوري وشيوخ العشائر الى الالتحاق به في معان، واعلن انه نائب ملك سوريا… ويذكر الامير عبد الله انه تلقى اجابات مختلفة، ولكن موقف اهل شرق الاردن كان مختلفاً وهنا يقول سمو الامير: “وكان موقفي بعيدا عن التقول الحسن، ولكن كان الامر على خلاف ذلك في شرقي الاردن، فقد هـرع الناس اليّ يدعونني الى عمـان فكنت اجيبهم بانني فاعل ان شاء الله …” .
* مع أن أهل شرق الأردن ومنهم الشيشان كانوا مرحبين بالأمير عبد الله، إلا أن الحكومات المحلية القائمة كان لها رأي آخر وخاصة في الأيام الأولى لقدوم سموه، ونريد هنا أن نذكر بأن حكومة السلط ألقت القبض على بعض الشيشان في الزرقاء بداعي أنهم يطلبون تشكيل حكومة يرأسها الأمير عبد الله، حيث كان الشيشان يؤيدون فكرة سعيد خير رئيس بلدية عمان. والذين تم إلقاء القبض عليهم همعبد الرشيد ألخص، وعبد الرحمن جعفر والحــاج حمزة، وسلطان مراد.
* وقد خشي مظهر رسلان متصرف لواء السلط تطورات الوضع فارسل رسالة الى الامير عبد الله وهو في معان يقول فيها : (( انه بلغ الحكومة الوطنية عزمكم على زيارة شرق الاردن ، فان كانت هذه الزيارة لمجرد السياحة فان البلاد ستقابلكم بالترحيب، وان كانت الاغراض سياسية فالحكومة ستتخذ كل الاسباب المانعة لزيارتكم )).وقد أجابه الأمير: (( إنني سأزور شرق الاردن زيارة احتلالية، وانا عينت من الحكومة العربية الملكية بسوريا، وانني انوب الآن عن جلالة الملك فيصل، ويجب ان تعلم ذلك، وانه لمن واجبك تلقي الاوامر من معان والا فسيعين غيرك محلك )). كانت هذه الاجابة قبل ايام قلائل من مغادرة الامير عبداللمعان باتجاه عمان.
مظهر رسلان متصرف لواء السلط
* وصل الأمير عبد الله إلى عمان يوم 2/3/1921واستقبلته العشائر الأردنية ومنهم الشيشان وتقرر تشكيل الإمارة في شرق الأردي، وقد عقد الأمير عبد الله في القدس مباحثات مع ونستون تشرشل في 30 اذار1921م، ليعود بعدها سموه الى عمان وليشرع بتشكيل اول حكومة اردنية في الحادي عشر من نيسان من عام 1921م برئاسة رشيد طليع وهو درزي.
الملك عبد الله الأول مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية
وقد سمي الرئيس حينها باسم ” الكاتب الاداري” ” وسمي المجلس بــ “مجلس المشاورين” الذي تشكل من سبعة اعضاء هم:
رشيد طليع كاتبا اداريا ورئيس مجلس المشاورين ووكيل الخارجية
الامير شاكر بن زيد(حجازي) نائب لشؤون العشائر
الشيخ محمد الخضر الشنقيطي قاضي القضاة
(حجازي) مظهر بك رسلان (سوري) مشاور العدلية والصحة والمعارف
علي خلقي بك مشاور الامن والانضباط
حسن بك الحكيم مشاور المالية
احمد مريود معاون نائب العشائر
* وبذلك فقد دخل شرق الأردن مرحلة جديدة، حيث ظهرت دولة ومؤسسات وساد القانون، وبدأت بعض مظاهر العشائرية بالاختفاء وعلى رأسها الغزوات التي كانت تشنها العشائر ضد بعضها البعض, وتغيرت أحوال الشيشان للأحسن، وبدأت العلاقات مع باقي مكونات المجتمع تتحسن تحت سقف القانون.
تواريخ وأحداث
* 25/8/1924 وقع في هذا اليوم اشتباك مسلح بين البعض من شيشان السخنة وبين رجال من عشيرة العليمات البني حسن حيث قتل في هذا الاشتباك كل من محمد زيد ارسلان ( جدي ) وجابر سلطان وهارون جوتخان وقد قتل أربعة رجال من الطرف الآخر
* نزوح الدروز إلى منطقة الزرقاء. يومي 19-20/7/1922م وصلت إلى قرية الزرقاء أكثر من مئتي أسرة من الدروز قادمين من سوريا تحت إدارة زعمائهم سلطان الأطرش، وشكيب أرسلان وعبد الوهاب أرسلان، وحطوا رحالهم بالقرب من قرية الزرقاء شمالاً، وسكن شكيب أرسلان وعبد الوهاب أرسلان في بيت عبد الرشيد ألخاص، وأما سلطان الأطرش فقد توجه مع فئة من الدروز إلى منطقة الكرك. وقد مكث الدروز في الزرقاء حوالي شهرين. وقد قام بني صخر في هذه الأثناء بغزو الدروز، فبادر الشيشان قبل الدروز باللحاق بالغازين وإعادة إبل الدروز منهم.
أثناء تواجد الدروز في الزرقاء تم الترتيب لسباق الخيل مرتين، السباق الأول جرى على ميدان ساحة مخيم اللاجئين الحالي، وكان من المتبارين الشيشان كل من عبد الودود عبد الرشيد ومحمد معصوم ، وكان من الدروز مصطفى الترك وهو تركي الأصل ولكنه كان يعيش مع الدروز، وقد سبق أن كان مصطفى مأمور محطة سكة حديد الزرقاء أما السباق الثاني من جسر وادي السعيد بالقرب من المصفاة حالياُ ، وفي كلا السباقين أحرز عبد الرشيد المركز الأول ومحمد معصوم المركز الثاني.
1/6/1924 وصل عبد القادر الروسي إلى الأردن سنة 1924 ونزل ضيفا عند أيوب بينو
26/10/1924 تولى مصطفى وهبه التل مديرا للناحية في الزرقاء من 26/10/1924 – 21/4/1925
رشيد شميلوف. إن رشيد شاميلوف أواري من أصل داغستاني، ولكن والدته شيشانية من ويدن لعلها من البينو،خرج رشيد شميلوف من بلاد الشيشان بعد تداعي إمارة ( اوزوم حجي ) إبان خروج سعيد بك شامل حفيد الإمام شامل .وصل رشيد شاميلوف إلى الأردن يوم الخميس 6 نيسان 1927 الموافق 4 شوال 1345 هجري، وحل ضيفاً على بهاء الدين عبد الله، وإبان وجوده في الزرقاء تعرف على ضابط ميجر بريطاني في قوة حدود شـــــــرق الأردن( Trans Jordan Frontier Force )، ومن المصادفة أن ذلك الضابط البريطاني كان قد أسر من قبل الروس ، وكان أسره من قبل رشيد شميلوف، ويبدو أن رشيد كان قد عاملة معاملة حسنة، وعلى هذا الأساس تعرف بعدة قادة بريطانيين ويهود في قوة الحدود، وهم بدورهم قاموا بالتوصية إلى شركة البترول العراقية (IPC ) في المفرق لتعيينه مسؤولا في أحد أقسام الشركة.
رشيد شميلوف
وفي عام 1935 اشترى داراً في السخنة من حمزة محمد ، كما قام بشراء المزرعة في وادي الحسية على طريق السخنة _ الهاشمية والمزرعة معروفة بإسمه لغاية الآن. في عام 1946 حضرت إلى السخنة امرأة من فلسطين، وهي من يهود الإتحاد السوفييتي، وحلت ضيفة على رشيد شميلوف، وألحت عليه عدة مرات بأن يبيعها مزرعته بمبلغ حوالي 15 ألف جنيه فلسطيني ( وهذا مبلغ كبير جداً في ذلك الوقت )، ولكن رشيد شميلوف رفض البيع .
8/2/1927 قيام الأنجليز بإقامة معسكر لقوة حدود شرق الأردن في الزرقاء
23/10/1930 توجه التالية اسماؤهم إلى السخنة للدراسة: عبد الرشيد سالمرزه، عبد الحميد قادرو، يحيى دولت، احمد محمد جعفر، ايوب حسن حسني، طهر آرسبي، محي الدين باتي، وعادوا في 18/1/1933
* 1932 قام الشيشان بتشكيل النادي القوقازي في صويلح وبذلك يكون النادي القوقازي أول نادي يشكل في الأردن، ولم تكن الغاية منه الرياضة فقط، فقد قام النادي بدور في التعليم. ومن اللاعبين الأوائل: عبد الودود عبد الرشيد، عبد الهادي بولاد مرزا، محمد عبد الرشيد، أمين عبد الرحمن الحمود، موسى ماشة الشركسي، هبة الله بن بيترخان، محمد آمر أيوب . وقد افتتح الأمير عبد الله ( الملك عبد الله الأول ) النادي القوقازي في صويلح 1932
1/1/1933 هجرة الغوردلوي من صويلح إلى العراق
15/2/1933 تم تعيين الشيخ عبد الحميد قادرو معلماً في السخنة من قبل هيئة النادي القوقازي في صويلح
حادثة مع الشاعر عرار في الزرقاء . في شهر تموز عام 1933م كان كل من عبد الهادي عبد المجيد وموسى عثمان آسندر في زيارة لمصطفى وهبى التل، وبينما هم يتسامرون قام الشاعر مصطفى بإلقاء أبيات شعر بخصوص الحسناء الشيشانية ( بيبي ) وقال:
أمن شيشانية تهوى الديارا وبنت الكلب تمنعني الزياره
أربت صالحات بمثل بيبى في وادي السير زارتها اختياره
مصطفى وهبي التل (عرار)
وعندئذ نهض موسى عثمان من مكانه وسحب مسدسه لكي يقتل مصطفى وهبه التل، وفعلا أطلق موسى خمسة طلقات، ولولا تدارك عبد الهادي عبد المجيد لقتل مصطفى، وذلك أن عبد الهادي تمكن من مسك ساعد موسى عثمان ورفع يده إلى أعلى ، بينما كان مصطفى وهبه يهرول نحو الباب، وهكذا جاءت الطلقات على حلق الباب من الأعلى. وبيبى هي إبنة وسنكيري من قبيلة العلروي، ووالدتها المدعوة آما هي إبنة خال طيب آسندر
1/6/1934 في عام 1934 قام عبد اللطيف العبادي بخطف ابنة كريم النهار شيخ العباد والمدعوة حليمة والتجأ هو وإخوانه عبد وعبد الحافظ إلى الشيشان في الزرقاء وذلك فراراً من بطش شيخ العبابيد
28/6/1935 هاجرت عائلات شيشانية إلى تركيا :
من السخنة : الحاج برسي آخو، سلمان أولبي، علي تيمور (داشي)، عبد الغني موسى، إبراهيم قيري، عبد الشاهد ، وقد عادوا فيما بعد إلا برسي وإبراهيم قيري توفوا ودفنوا في تركيا
من الزرقاء: محمد اسماعيل(سولي محمه )، ميكائيل أحمد سهيب، حسن ماكوييف( الماني حسن)، سليمان غازي، عمر أبو بكر عثمان، حمزة محمد حسن ( غالغوي حسن )
1/7/1941 حدثت مشاجرة في الزرقاء بين أفراد من قوة حدود شرق الأردن وشباب الشيشان، بالقرب من داري علي دلمي وقاسم بولاد، حيث كان بعض الجنود من قوة الحدود يتواجدون تحت شبابيك دار قاسم بولاد، وقد شعر شبان الشيشان بأنهم يتسكعون ويتصرفون تصرفات مشبوهة، واجتمع شباب الشيشان وبدأت مشاجرة شديد بالملاكمة بين الطرفين وتمكن شباب الشيشان من ضرب وجرح عشرات الجنود. (ومساء نفس اليوم أذيع النبأ من راديو برلين)
11/2/1943 جاء على لسان الكولونيل توكاييف الأوسيتي بأن القرار الفعلي بنفي الشيشان كان قد اتخذ في البداية في اجتماع مشترك بين المكتب السياسي والقيادة العليا للجيش في 11/2/1943 وذلك قبل سنة تقريباُ من موعد تنفيذه
23/2/1944 بعد نفي شعب الججن والأنجوش إلى كازخستان وسيبريا ، صدر مرسوم يمنح شعب الآستين صلاحية ضم أراضي من بلاد الأنجوش إلى أستينيا.
21/3/1948 استلام الجيش العربي معسكر الزرقاء من قوة الحدود
14/4/1948 تاريخ حل قوة حدود شرق الأردن
9/1/1957 أعيد تأسيس جمهورية ججن انجوش ذات الحكم الذاتي بموجب مرسوم هيئة رئاسة مجلس السوفيات الأعلى
12/2/1957 عدة إذاعات عالمية مثل لندن أذاعت قرار الحكومة السوفيتية بإعادة شعب الججن والأنجوش من المنفي ، وإعادة جمهورية ججن أنجوش ذات الحكم الذاتي في عهد خروتشوف
15/11/1958 تشكيل الجمعية الخيرية الشيشانية في الزرقاء برئاسة الشيخ عبد الحميد عبد القادر، ومنير أرسلان سكرتيراً ومحمد طاهر إلياس أميناً للصندوق وعضوية كل من عثمان طاش وأحمد نوري من الزرقاء وعثمان ابو بكر ويحيى عادل من صويلح ويسع وشي وعيسى عادل من السخنة.
3/9/1959 اجتماع (حفل) للشيشان في مدرسة فاطمة الزهراء في الزرقاء للتداول في أمور الشيشان، وحضر الحفل لفيف من وجهاء الشيشان وبالأخص الزعيم الديني الشيخ عبد الحميد قادرو، وكان عريف الحفل منير أرسلان، وألقى الشيخ منير كلمة أشار فيها إلى تحرير بلاد الشيشان من الروس، وتثبيت العلم الجمهوري الشيشاني على قمة جبل ناش لام، وقد تضمن الحفل توزيع الجوائز على الناجحين في المعاهد، وقد منحت جائزة لنجاحي في مترك السادس ابتدائي.
سلطان مراد يسلم ذيب بشير جائزة تكريم طلاب ناجحين في اول احتفال للجمعية سنة 1959
22/2/1964 جاء مطران المسيحيين إلى منزل الشيخ عبد الباقي جمو لإقناع سيدة مسيحية لجأت إلى دار عبد الباقي ولكن السيدة رفضت. وفي 6/6/1964تم إعادة فتاة مسيحية تدعى نهى كرم حداد من منزل عبد الباقي جمو التي كانت قد لجأت إليه واعتنقت الدين الإسلامي، وعندما أعيدت إلى بيت أبيها قتلت من قبل شقيقها
14/9/1965 سافر عبد اللطيف عبد المطلب إلى روسيا وهو ثاني رجل يسافر إلى هناك بعد عثمان طاش
18/3/1982 قدوم جاهة من خمسة أشخاص من العراق لأخذ عطوة وصلح على أثر وفاة عبد الفتاح رمزي في العراق
* المجلس العشائري الشركسي الشيشاني: تشكل هذا المجلس في عام 1980 وكان لهذا المجلس دور في النشاطات الاجتماعية ، وكان أعضاؤها يدعون إلى حضور المناسبات الوطنية كممثلين عن العشيرتين.
23/12/1982 حفلة ساهرة في نادي الضباط بمناسبة مرور 50 سنة على تأسيس النادي القوقازي
8/5/1984 في هذا اليوم وقع معي حادث على طريق الزرقاء بلعما ( وكنت حينها برتبة مقدم ركن آمر مدرسة الأركان الصغرى في كلية الملك حسين الجوية في المفرق ) حيث صدمت فتاة على مثلث زنيه وأدى ذلك إلى وفاتها عندما قمت بإيصالها إلى المستشفى العسكري في الزرقاء، وهي من عشيرة المشاقبة البني حسن وعمرها 8 سنوات. وقد تمت الصلحة في اليوم التالي وتنازلوا عن جميع حقوقهم العشائرية.
25/11/1985 إعادة تشكيل بلدية الزرقاء برئاسة العميد المتقاعد بدري بهاء الدين وعضوية يحيى الروسان ومصطفى مجدلاوي زيـاد أبو محفوظ، عصام التلهوني، عبد الباري عبد الكريم حمدان، ضيف الله حمود القلاب، محمد موسى الغويري هارون عبد الباقي جمو، مروان احمد الكردي، سليم طعيمة الحواتمة، جازي المجالي
14/9/1986 اجتماع في الجمعية الخيرية الشيشانية لبحث كافة الأمور ، ولكن السبب الحقيقي كان نتيجة للمشاجرة بين بعض الشيشان وعلى رأسهم اللواء احمد علاء الدين مع ضابط طفيلي في نادي الضباط
* جمعية أصدقاء جمهورية الشيشان : تم تشكيل هذه الجمعية عام 1989 باسم جمعية أصدقاء جمهورية الشيشان-أنجوش، إلا أنه وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي وانفصال جمهورة الانجوش جرى تغيير الاسم إلى جمعية أصدقاء جمهوريتي الشيشان والأنجوش.
25/12/ 1991 اجتماع في الجمعية الخيرية الشيشانية في الزرقاء بمناسبة استقلال جمهورية الشيشان وترأس الاجتماع عبد الباقي جمو والبروفسور سلامو وزير النفط السوفييتي
18/11/1992 مسيرة قام بها الشيشان والشركس والداغستان في عمان ضد اعتداء الروس على الشيشان
2/1/1993 زيارة رسلان حسبولات ووفد البرلمان الروسي
20/11/ 1993 وصول رئيس جمهورية الشيشان جوهر دوداييف إلى عمان قادماً من السودان
* المجلس العشائري الشيشاني الأردني :
- بعد انهيار الإتحاد السوفييتي وما تبع ذلك من أحداث كبيرة في بلاد الأجداد من إعلان استقلال جمهورية الشيشان عن روسيا الاتحادية والحرب التي شنها الروس ضد الجمهورية الفتية فقد حصلت خلخلة في المجتمع الشيشاني في الأردن حول الرأي بما يحدث هناك مع أن الكل كان يبغي الخير ولكن كل على حسب رأيه المخالف تماماً للرأي المقابل. وفي النصف الثاني من تسعينات القرن الماضي وبعد انتهاء الحرب الأولى بذلت جهود مضنية لوضع وثيقة كمقدمة لتشكيل مجلس عشائري خاص بالشيشان لرأب الصدع الذي حصل في المجتمع، وبعد عدة سنوات من التحرك في هذا المجال تم تجميد المشروع.
- بقيت الوثيقة مجمدة حتى بداية عام 2002م، ولما كانت النفوس قد هدأت، وتغيرت آراء الناس أصبح حتى بعض المعارضين لها في السابق يطالبون بإحياء مشروع الوثيقة والمسارعة بتشكيل مجلس العشيرة. وعلى ضوء هذه المستجدات التي أحيت الآمال في وجود مجلس للعشيرة، فقد قامت مجموعة متطوعة بتبني فكرة الإحياء وقامت بزيارات لبعض وجهاء العشيرة لاستطلاع رأيهم بالموضوع، وكذلك زيارة محافظ الزرقاء وبعض المسؤولين في المحافظة وتسليمهم نسخة من الوثيقة، وقد قام محافظ الزرقاء بكتابة كلمة في سجل الشرف الذي فتح لهذه الغاية وذلك في دلالة على تأييده للفكرة وتشجيعها.
- عقد يوم 12/12/2003م اجتماع في قاعة الجمعية الخيرية الشيشانية في الزرقاء، حضره جمع لا بأس به من الرجال والنساء من المدن الأربع وتم شرح الوثيقة وأهدافها، وبعد ذلك قام الجميع بتوقيع أسمائهم على لوحة كبيرة كعلامة تأييد للوثيقة ومضمونها. كما عقد اجتماع مماثل في مبنى الجمعية الخيرية / فرع السخنة يوم 1/2/2003م حضره جمع كبير من الرجال والنساء من السخنة والزرقاء وصويلح، حيث تم في هذا الاجتماع شرج الموضوع مرة أخرى، ثم تم تسجيل أسماء البعض من المدن الأربعة واعتبارهم ممثلين شبه رسميين عن الهيئة العامة، وبعد ذلك قام الجميع بالتوقيع على اللوحة التي أعدت لهذه الغاية.
- عقد يوم 27/3/2003 اجتماع في مبنى جمعية أصدقاء جمهورية الشيشان لبحث الموضوع، وظهرت آراء متضاربة حول الوثيقة ، وبعد نقاش طويل قام الجميع بالتوقيع كتأييد لفكرة الوثيقة بشكل عام، مع تحفظ البعض على الوثيقة المعروضة. وفي نهاية الاجتماع تم تشكيل لجنة من تسعة عشر عضواً وهم السادة:أمين صبوح، بهجت عثمان، ذيب بشير، سامي حكيم، طه سلطان مراد، عبد الله حداد، عثمان دولت، محمد شهبز، محمد بشير إسماعيل، محمد حامد، محمد طه، محمد موسى عادل، محمد نور شاكر، محمود بطل، محمود مسلم، مراد جباي، نعمان عبد الجليل، يوسف بلتو، يونس أصحاب . عقدت اللجنة اجتماعات كثيرة لوضع النظام الداخلي، وكانت اللجنة تقوم بمهام كمجلس مؤقت حتى تشيل المجلس الرسمي إضافة إلى مهمتها الرئيسية لوضع النظام الداخلي.
- وفي يوم الجمعة 1/9/1996 جرت الانتخابات لأول مجلس عشائري شيشاني
بعض اعضاء مجلس عشيرة الشركس في زيارة تهنئة للمجلس العشائري الشيشاني _ الجمعية الخيرية الشيشانية فرع السخنة
- تحضير ذيب بشير
- المراجع: مذكرات ميرزا سالمرزا / يسع وشي أرسلان / عبد الغني حسن